فصل: باب عصيمة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب **


  باب عثمان

عثمان بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة الأنصاري من بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس‏.‏

أخو سهل ابن حنيف يكنى أبا عمرو وقيل‏:‏ أبا عبد الله عمل لعمر ثم لعلي رضي الله عنهما وولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه مساحة الأرضين وجباتها وضرب الخراج والجزية على أهلها وولاه علي رضي الله عنه البصرة فأخرجه طلحة والزبير رضي الله عنهما حين قدما البصرة ثم قدم علي رضي الله عنه فكانت وقعة الجمل فلما خرج علي رضي الله عنه من البصرة ولاها عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما‏.‏

ذكر العلماء بالأثر والخبر أن عمر بن الخطاب استشار الصحابة في رجل يوجه إلى العراق فأجمعوا جميعاً على عثمان بن حنيف وقالوا‏:‏ إن تبعثه على أهم من ذلك فإن له بصراً وعقلاً ومعرفةً وتجربة فأسرع عمر إليه فولاه مساحة أرض العراق فضرب عثمان على كل جريب من الأرض يناله الماء غامراً وعامراً درهماً وقفيزاً فبلغت جباية سواد الكوفة قبل أن يموت عمر بعام مائة ألف ألف ونيفا‏.‏

ونال عثمان بن حنيف في نزول عسكر طلحة والزبير البصرة ما زاد في فضله ثم سكن عثمان بن حنيف الكوفة وبقي إلى زمان معاوية‏.‏

عثمان بن ربيعة بن أهبان بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي كان من مهاجرة الحبشة في قول ابن إسحاق وحده وقال الواقدي‏:‏ ابنه نبيه بن عثمان هو الذي هاجر إلى أرض الحبشة‏.‏

عثمان بن طلحة بن أبي طلحة القرشي العبدري‏.‏

واسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي قتل أبوه طلحة وعمه عثمان ابن أبي طلحة جميعاً يوم أحد كافرين قتل حمزة عثمان وقتل علي طلحة مبارزة وقتل يوم أحد أيضاً مسافع بن طلحة والجلاس بن طلحة والحارث بن طلحة وكلاب بن طلحة كلهم إخوة عثمان بن طلحة‏.‏

هؤلاء قتلوا كفاراً يوم أحدٍ‏:‏ قتل عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح رجلين منهم مسافعاً والجلاس وقتل الزبير كلاب بن طلحة وقتل قزمان الحارث بن طلحة وهاجر عثمان بن طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت هجرته في هدنة الحديبية مع خالد بن الوليد فلقيا عمرو بن العاص مقبلاً من عند النجاشي يريد الهجرة فاصطحبوا جميعاً حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم‏:‏ ‏"‏ رمتكم مكة بأفلاذ كبدها ‏"‏ يقول‏:‏ إنهم وجوه أهل مكة فأسلموا ثم شهد عثمان بن طلحة فتح مكة فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاتيح الكعبة إليه وإلى شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وقال‏:‏ خذاها خالدة تالدة‏.‏

لا ينزعها يا بني أبي طلحة منكم إلا ظالم‏.‏

ثم نزل عثمان بن طلحة المدينة فأقام بها إلى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انتقل إلى مكة فسكنها حتى مات بها في أول خلافة معاوية سنة اثنتين وأربعين وقيل إنه قتل يوم أجنادين‏.‏

عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد بن دهمان الثقفي يكنى أبا عبد الله استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف فلم يزل عليها حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر رضي الله عنه وسنتين من خلافة عمر رضي الله عنه ثم عزله عمر رضي الله عنه وولاه سنة خمس عشرة على عمان والبحرين وسار إلى عمان ووجه أخاه الحكم بن أبي العاص إلى البحرين وسار هو إلى توج ففتحها ومصرها وقتل ملكها شهرك وذلك سنة إحدى وقال زياد الأعلم‏:‏ قدم علينا أبو موسى بكتاب عمر رضي الله عنه فقرأه علينا‏:‏ من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عثمان بن أبي العاص سلام عليك أما بعد فإني قد أمددتك لعبد الله بن قيس فإذا إلتقيتما فعثمان الأمير وتطاوعا والسلام‏.‏

وكان عثمان بن أبي العاص يغزو سنوات في خلافة عمر وعثمان يغزو صيفاً فيرجع فيشتو بتوج وعلى يديه كان فتح إصطخر الثانية سنة سبع وعشرين‏.‏

وقيل‏:‏ بل افتتح إصطخر عبد الله بن عامر سنة تسع وعشرين فأقطعه عثمان بن عفان اثني عشر ألف جريب سكن عثمان بن أبي العاص البصرة‏.‏

ومات في خلافة معاوية وأولاده وعقبه أشراف وروى عنه أهلها وأهل المدينة أيضاً والحسن أروى الناس عنه‏.‏

وقد قيل‏:‏ إنه لم يسمع عنه‏.‏

وعثمان بن أبي العاص كان سبب إمساك ثقيف عن الردة حين ارتدت العرب لأنه قال لهم حين هموا بالردة‏:‏ يا معشر ثقيف كنتم آخر الناس إسلاماً فلا تكونوا أول الناس ردة‏.‏

وهو القائل‏:‏ الناكح مغترس فلينظر أين يضع غرسه فإن عرق السوء لا بد أن ينزع ولو بعد حين‏.‏

عثمان بن عامر أبو قحافة القرشي التيمي والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قد تقدم ذكر نسبه عند ذكر ابنه أبي بكر‏.‏

أسلم أبو قحافة يوم فتح مكة حدثني عبد الوارث حدثني قاسم حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن مهران حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا أبو خيثمة زهير بن معاوية عن أبي الزبير عن جابر قال‏:‏ أتي بأبي قحافة عام الفتح ليبايع ورأسه ولحيته كأنها ثغامة يعني شجرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ غيروا هذا بشيءٍ وجنبوه السواد ‏"‏‏.‏

وقال قتادة‏:‏ هو أول مخضوب في الإسلام وعاش أبو قحافة إلى خلافة عمر رضي الله عنه ومات سنة أربع عشرة وهو ابن سبع وتسعين سنة وكانت وفاة ابنه قبله فورث منه السدس فرده على ولد أبي بكر رضي الله عنه‏.‏

عثمان بن عبد الرحمن التيمي قال الحسن بن عثمان‏:‏ مات عثمان بن عبد الرحمن ويكنى أبا عبد الرحمن عثمان بن عبد غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال القرشي الفهري كان قديم الإسلام من مهاجرة الحبشة في قول جميعهم وقال هشام ابن الكلبي‏:‏ هو عامر بن عبد غنم‏.‏

عثمان بن عبيد الله بن عثمان القرشي التيمي أخو طلحة بن عبيد الله أسلم وهاجر وصحب النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحفظ له رواية‏.‏

ومن ولده محمد بن طلحة بن محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله كان أعلم الناس بالنسب والمغازي وقد روى عنه الحديث‏.‏

عثمان بن عثمان بن الشريد بن سويد بن هرمي بن عامر بن مخزوم‏.‏

كان من مهاجرة الحبشة شهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً وهو المعروف بشماس‏.‏

وكذلك ذكره ابن إسحاق فقال الشماس ابن عثمان ونسبه كما ذكرنا‏.‏

وقال ابن هشام‏:‏ اسم شماس عثمان بن عثمان‏.‏

وإنما سمى شماساً لأن شماساً من الشمامسة قدم مكة في الجاهلية كان جميلاً فعجب الناس من جماله فقال عتبة ابن ربيعة وكان خال شماس‏:‏ أنا آتيكم بشماس أحسن منه فأتى بابن أخته عثمان بن عثمان فسمى شماساً من يومئذ وغلب ذلك عليه وكذلك قال الزبير كقول ابن هشام ونسب ذلك إلى ابن شهاب وغيره‏.‏

عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي القرشي الأموي يكنى أبا عبد الله وأبا عمرو كنيتان مشهورتان له‏.‏

وأبو عمر وأشهرهما‏.‏

قيل‏:‏ إنه ولدت له رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ابناً فسماه عبد الله واكتنى به ومات ثم ولد له عمرو فاكتني به إلى أن مات رحمه الله‏.‏

وقد قيل‏:‏ إنه كان يكنى أبا ليلى‏.‏

ولد في السنة السادسة بعد الفيل‏.‏

أمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجر إلى أرض الحبشة فاراً بدينه مع زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أول خارج إليها وتابعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة ولم يشهد بدراً لتخلفه على تمريض زوجته رقية كانت عليلة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتخلف عليها هكذا ذكره ابن إسحاق‏.‏

وقال غيره‏:‏ بل كان مريضاً به الجدري فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ ارجع ‏"‏ وضرب له بسهمه وأجره فهو معدود في البدريين لذلك وماتت رقية في سنة اثنتين من الهجرة حين أتى خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فتح الله عليه يوم بدر‏.‏

وأما تخلفه عن بيعة الرضوان بالحديبية فلأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وجهه إلى مكة في أمرٍ لا يقوم به غيره من صلح قريش على أن يتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والعمرة فلما أتاه الخبر الكاذب بأن عثمان قد قتل جمع أصحابه فدعاهم إلى البيعة فبايعوه على قتال أهل مكة يومئذ وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عثمان حينئذ بإحدى يديه الأخرى ثم أتاه الخبر بأن عثمان لم يقتل وما كان سبب بيعة الرضوان إلا ما بلغه صلى الله عليه وسلم من قتل عثمان‏.‏

وروينا عن ابن عمر أنه قال‏:‏ يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خير من يد عثمان لنفسه‏.‏

فهو ايضاً معدود في أهل الحديبية من أجل ما ذكرناه‏.‏

زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنتيه‏:‏ رقية ثم أم كلثوم واحدةً بعد واحدة وقال‏:‏ ‏"‏ إن كان عندي غيرهما لزوجتكها ‏"‏‏.‏

وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ سألت ربي عز وجل ألا يدخل النار أحداً صاهر إلي أو صاهرت إليه ‏"‏‏.‏

وقال سهل بن سعد‏:‏ ارتج أحد وكان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ اثبت فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ‏"‏ وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة الذين جعل عمر فيهم الشورى وأخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راضٍ‏.‏

روى يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر وعبد العزيز بن أبي سلمة عن نافع عن ابن عمر قال‏:‏ كنا نقول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم سكت فقيل‏:‏ هذا في التفضيل‏.‏

وقيل في الخلافة‏.‏

وقيل للمهلب بن أبي صفرة‏:‏ لم قيل لعثمان ذا النورين قال لأنه لم يعلم أن أحداً أرسل ستراً على ابنتي نبي غيره‏.‏

وقال ابن مسعود حين بويع بالخلافة‏:‏ بايعنا خيرنا ولم نأل‏.‏

وقال علي ابن أبي طالب‏:‏ كان عثمان أوصلنا للرحم وكان من الذين آمنوا ثم اتقوا واحسنوا والله يحب المحسنين‏.‏

واشترى عثمان رضي الله عنه بئر رومة وكانت ركية ليهودي يبيع المسلمين ماءها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ من يشتري رومة فيجعلها للمسلمين يضرب بدلوه في دلائهم وله بها مشرب في الجنة ‏"‏‏.‏

فأتى عثمان اليهودي فساومه بها فأبى أن يبيعها كلها فاشترى نصفها باثني عشر ألف درهم‏.‏

فجعله للمسلمين فقال له عثمان رضي الله عنه‏:‏ إن شئت جعلت على نصيبي قرنين وإن شئت فلي يوم ولك يوم‏.‏

قال‏:‏ بل لك يوم ولي يوم‏.‏

فكان إذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين فلما رأى ذلك اليهودي قال‏:‏ أفسدت علي ركيتي فاشتر النصف الآخر فاشتراه بثمانية آلاف درهم‏.‏

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ من يزيد في مسجدنا ‏"‏‏.‏

فاشترى عثمان رضي الله عنه موضع خمس سوار فزاده في المسجد‏.‏

وجهز جيش العسرة بتسعمائة وخمسين بعيراً وأتم وذكر أسد بن موسى قال‏:‏ حدثني أبو هلال الراسبي قال‏:‏ حدثنا قتادة قال‏:‏ حمل عثمان في جيش العسرة على ألف بعير وسبعين فرساً‏.‏

قال‏:‏ وحدثنا أبو هلال قال‏:‏ حدثنا محمد بن سيرين أن عثمان رضي الله عنه كان يحيي الليل بركعة يقرأ القرآن فيها كله‏.‏

قال‏:‏ وأخبرنا سلام بن مسكين قال‏:‏ سمعت محمد بن سيرين يقول‏:‏ قالت امرأة عثمان حين أطافوا به يريدون قتله‏:‏ إن تقتلوه أو تتركوه فإنه كان يحيي الليل بركعة يجمع فيها القرآن‏.‏

قال‏:‏ وحدثنا ضمرة عن السدي عن السري بن يحيى عن ابن سيرين قال‏:‏ كثر المال في زمن عثمان حتى بيعت جارية بوزنها وفرس بمائة ألف درهم ونخلة بألف درهم‏.‏

قال‏:‏ وحدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن سالم عن ابن عمر قال‏:‏ لقد عتبوا على عثمان أشياء ولو فعلها عمر ما عتبوا عليه‏.‏

قال‏:‏ وحدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جده علقمة بن وقاص أن عمرو بن العاص قام إلى عثمان وهو يخطب الناس فقال‏:‏ يا عثمان إنك قد ركبت بالناس المهامة وركبوها منك فتب إلى الله عز وجل وليتوبوا‏.‏

قال‏:‏ فالتفت إليه عثمان فقال‏:‏ وإنك لهناك يا بن النابغة ثم رفع يديه واستقبل القبلة وقال‏:‏ أتوب إلى الله اللهم إني أول تائبٍ إليك‏.‏

وأخبرنا مبارك بن فضالة قال‏:‏ سمعت الحسن يقول‏:‏ سمعت عثمان يخطب وهو يقول‏:‏ يأيها الناس ما تنقمون علي وما من يوم إلا وأنتم تقسمون فيه خيراً‏.‏

قال الحسن‏:‏ وشهدت منادياً ينادي‏:‏ يأيها الناس اغدوا على أعطياتكم فيغدون ويأخذونها وافية‏.‏

يأيها الناس اغدوا على أرزاقكم فيأخونها وافية حتى والله سمعته أذناي يقول‏:‏ اغدوا على كسواتكم فيأخذون الحلل‏.‏

واغدوا على السمن والعسل‏.‏

قال الحسن‏:‏ أرزاق دارة وخير كثير وذات بين حسن ما على الأرض مؤمن إلا يوده وينصره ويألفه فلو صبر الأنصار على الأثرة لوسعهم ما كانوا فيه من العطاء والرزق ولكنهم لم يصبروا وسلوا السيف مع من سل فصار عن الكفار مغمداً وعلى المسلمين مسلولاً إلى يوم القيامة‏.‏

وكان عثمان رضي الله عنه رجلاً ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير حسن الوجه رقيق البشرة كبير اللحية عظيمها أسمر اللون كثير الشعر ضخم الكراديس بعيد ما بين المنكبين كان يصفر لحيته ويشد أسنانه بالذهب‏.‏

وروى سفيان بن عيينة عن مسعر عن عبد الملك بن عمير عن موسى ابن طلحة قال‏:‏ أتينا عائشة رضي الله عنها نسألها عن عثمان فقالت‏:‏ أجلسوا أحدثكم عما جئتم له‏:‏ إنا عتبنا على عثمان رضي الله عنه في ثلاث خصال ولم تذكرهن فعمدوا إليه حتى إذا ماصوه كما يماص الثوب بالصابون اقتحموا عليه الفقر الثلاثة‏:‏ حرمة البلد الحرام والشهر الحرام وحرمة الخلافة ولقد قتلوه وإنه لمن أوصلهم للرحم وأتقاهم لربه‏.‏

أخبرنا أحمد بن قاسم وأحمد بن محمد قالا‏:‏ حدثنا قاسم بن أصبغ قال‏:‏ حدثنا محمد بن إسماعيل قال‏:‏ حدثنا نعيم بن حماد وأخبرنا عبد الله بن محمد ابن أسد حدثنا محمد بن مسرور العسال حدثنا أحمد بن معتب حدثنا الحسين بن الحسن قالا‏:‏ أخبرنا عبد الله بن المبارك أنبأنا الزبير بن عبد الله أن جدته أخبرته وكانت خادمة لعثمان قالت‏:‏ كان عثمان رضي الله عنه لا يقيم و لا يوقظ نائماً من أهله إلا أن يجده يقظاناً فيدعوه فيناوله وضوءه وكان يصوم الدهر‏.‏

وذكر أسد أنبأنا عبدة بن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ابن أبي حازم عن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ ادعوا لي بعض أصحابي ‏"‏‏.‏

فقلت‏:‏ أبو بكر قال‏:‏ ‏"‏ لا ‏"‏‏.‏

فقلت‏:‏ عمر قال‏:‏ ‏"‏ لا ‏"‏‏.‏

فقلت‏:‏ ابن عمك علي قال‏:‏ ‏"‏ لا ‏"‏ فقلت‏:‏ عثمان قال‏:‏ ‏"‏ نعم ‏"‏‏.‏

فلما جاء قال لي بيده فتنحيت فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يساره ولون عثمان رضي الله عنه يتغير فلما كان يوم الدار وحصر قيل له‏:‏ ألا تقاتل قال‏:‏ لا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهداً وأنا صابر نفسي عليه‏.‏

وذكر المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال‏:‏ أشرف عليهم عثمان وهو محصور فقال‏:‏ السلام عليكم فما رد عليه أحد‏.‏

فقال‏:‏ أنشدكم الله هل تعلمون أني اشتريت بئر رومة من مالي وجعلت فيه رشائي كرشاء رجلٍ من المسلمين فقيل‏:‏ نعم‏.‏

قال‏:‏ فعلام تمنعوني عن مائها وأفطر على الماء المالح ثم قال‏:‏ أنشدكم الله هل تعلمون أني اشتريت كذا وكذا من أرضٍ فزدته في المسجد فهل علمتهم أن أحداً منع أن يصلي فيه قبلي قال ابن عمر‏:‏ أذنب عثمان ذنباً عظيماً يوم التقى الجمعان بأحد فعفا الله عنه عز وجل وأذنب فيكم ذنباً صغيراً فقلتموه‏.‏

وسئل ابن عمر عن علي وعثمان رضي الله عنهما فقال للسائل‏:‏ قبحك الله تسألني عن رجلين كلاهما خير مني تريد أن أغض من أحدهما وأرفع من الآخر‏.‏

وقال علي رضي الله عنه‏:‏ من تبرأ من دين عثمان فقد تبرأ من الإيمان والله ما أعنت على قتله ولا أمرت ولا رضيت‏.‏

وبويع لعثمان رضي الله عنه بالخلافة يوم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين بعد دفن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بثلاثة أيام بإجتماع الناس عليه‏.‏

وقتل بالمدينة لثمان عشرة أو سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة ذكره المدائني عن أبي معشر عن نافع‏.‏

وقال المعتمر عن أبيه عن أبي عثمان النهدي‏:‏ قتل عثمان رضي الله عنه في وسط أيام التشريق‏.‏

وقال ابن إسحاق‏:‏ قتل عثمان رضي الله عنه على رأس إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً واثنين وعشرين يوماً من مقتل عمر بن الخطاب وعلى رأس خمس وعشرين سنة من متوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقال الواقدي‏:‏ قتل عثمان يوم الجمعة لثمان ليالٍ خلت من ذي الحجة يوم التلبية سنة خمس وثلاثين‏.‏

وقد قيل‏:‏ إنه قتل يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة‏.‏

وقد روى ذلك عن الواقدي أيضاً‏.‏

وقال الواقدي‏:‏ وحاصروه تسعة وأربعين يوماً وقال الزبير‏:‏ حاصروه شهرين وعشرين يوماً وكان أول من دخل الدار عليه محمد بن أبي بكر فأخذ بلحيته فقال له‏:‏ دعها يا بن أخي والله لقد كان أبوك يكرمها فاستحيا وخرج ثم دخل رومان بن سرحان رجل أزرق قصير محدود عداده في مراد وهو من ذي أصبح معه خنجر فاستقبله به وقال‏:‏ على أي دين أنت يا نعثل فقال عثمان‏:‏ لست بنعثل ولكني عثمان بن عفان وأنا على ملة إبراهيم حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين‏.‏

قال‏:‏ كذبت وضربه على صدغه الأيسر فقتله فخر رضي الله عنه وأدخلته امرأته نائلة بينها وبين ثيابها وكانت امرأة جسيمة ودخل رجل من أهل مصر معه السيف مصلتاً فقال‏:‏ والله لأقطعن أنفه فعالج المرأة فكشفت عن ذراعيها وقبضت على السيف فقطع إبهامها فقالت لغلام لعثمان يقال له رباح ومعه سيف عثمان‏:‏ أعني على هذا وأخرجه عني‏.‏

فضربه الغلام بالسيف فقتله وبقي عثمان رضي الله عنه يومه مطروحاً إلى الليل فحمله رجال على بابٍ ليدفنوه فعرض لهم ناس ليمنعوهم من دفنه فوجدوا قبراً قد كان حفر لغيره فدفنوه فيه وصلى عليه جبير بن مطعم‏.‏

واختلف فيمن باشر قتله بنفسه فقيل‏:‏ محمد بن أبي بكر ضربه بمشقص‏.‏

وقيل‏:‏ بل حبسه محمد بن أبي بكر وأسعده غيره كان الذي قتله سودان بن حمران‏.‏

وقيل‏:‏ بل ولي قتله رومان اليمامي‏.‏

وقيل‏:‏ بل رومان رجل من بني أسد بن خزيمة‏.‏

وقيل‏:‏ بل إن محمد بن أبي بكر أخذ بلحيته فهزها وقال‏:‏ ما أغنى عنك معاوية وما أغنى عنك ابن أبي سرح وما أغنى عنك ابن عامر‏.‏

فقال‏:‏ يا بن أخي أرسل لحيتي فوالله إنك لتجبذ لحية كانت تعز على أبيك وما كان أبوك يرضى مجلسك هذا مني‏.‏

فيقال‏:‏ إنه حينئذ تركه وخرج عنه‏.‏

ويقال‏:‏ إنه حينئذ أشار إلى من كان معه فطعنه أحدهم وقتلوه‏.‏

والله أعلم‏.‏

وأكثرهم يروي أن قطرة أو قطرات من دمه سقطت على المصحف على قوله جل وعلا‏:‏ ‏"‏ فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ‏"‏ البقرة 137‏.‏

وقال أسد‏:‏ حدثنا محمد بن طلحة قال‏:‏ حدثنا كنانة مولى صفية بنت حيي بن أخطب قال‏:‏ شهدت مقتل عثمان فأخرج من الدار أمامي أربعة من شبان قريش ملطخين بالدم محمولين كانوا يدرءون عن عثمان رضي الله عنه الحسن بن علي وعبد الله بن الزبير ومحمد بن حاطب ومروان بن الحكم‏.‏

وقال محمد بن طلحة‏:‏ فقلت له‏:‏ هل ندى محمد بن أبي بكر بشيء من دمه قال‏:‏ معاذ الله دخل عليه فقال له عثمان‏:‏ يا بن أخي لست بصاحبي‏.‏

وكلمه بكلام فخرج ولم يند بشيء من دمه قال‏:‏ فقلت لكنانة‏:‏ من قتله قال‏:‏ قتله رجل من أهل مصر يقال له جبلة بن الأيهم‏.‏

ثم طاف بالمدينة ثلاثاً يقول‏:‏ أنا قاتل نعثل‏.‏

وروى سعيد المقبري عن أبي هريرة قال‏:‏ إني لمحصور مع عثمان رضي الله عنه في الدار قال‏:‏ فرمي رجل منا فقلت‏:‏ يا أمير المؤمنين الآن طاب الضراب قتلوا منا رجلاً قال‏:‏ عزمت عليك يا أبا هريرة إلا رميت سيفك فإنما تراد نفسي وسأقي المؤمنين بنفسي‏.‏

قال أبو هريرة‏:‏ فرميت سيفي لا أدري أين هو حتى الساعة‏.‏

وكان معه في الدار من يريد الدفع عنه‏:‏ عبد الله ابن عمر وعبد الله بن سلام وعبد الله بن الزبير والحسن بن علي وأبو هريرة ومحمد بن حاطب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم ومروان بن الحكم في طائفة من الناس منهم المغيرة بن الأخنس فيومئذ قتل المغيرة بن الأخنس‏.‏

قتل قبل قتل عثمان رضي الله عنه‏.‏

وذكر ابن السراج قال‏:‏ حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن ثابت بن عبيد عن أبي جعفر الأنصاري قال‏:‏ دخلت مع المصريين على عثمان فلما ضربوه خرجت أشتد حتى ملأت فروجي عدواً حتى دخلت المسجد فإذا رجل جالس في نحو عشرةٍ عليه عمامة سوداء فقال‏:‏ ويحك ما وراءك قلت‏:‏ قد والله فرغ من الرجل فقال‏:‏ تباً لكم آخر الدهر فنظرت فإذا هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏.‏

حدثنا محمد بن إبراهيم قال‏:‏ حدثنا أحمد بن مطرف حدثنا الأعناقي حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا عبد الملك بن الماجشون عن مالك قال‏:‏ لما قتل عثمان رضي الله عنه ألقي على المزبلة ثلاثة أيام فلما كان من الليل أتاه اثنا عشر رجلاً فيهم حويطب بن عبد العزى وحكيم بن حزام‏.‏

وعبد الله بن الزبير وجدي فاحتملوه فلما صاروا به إلى المقبرة ليدفنوه ناداهم قوم من بني مازن‏:‏ والله لئن دفنتموه هنا لنخبرن الناس غداً فاحتملوه وكان على باب وإن رأسه على الباب ليقول‏:‏ طق طق حتى صاروا به إلى حش كوكب فاحتفروا له وكانت عائشة بنت عثمان رضي الله عنهما معها مصباح في جرة فلما أخرجوه ليدفنوه صاحت فقال لها ابن الزبير‏:‏ والله لئن لم تسكتي لأضربن الذي فيه عيناك قال‏:‏ فسكتت فدفن قال مالك‏:‏ وكان عثمان رضي الله عنه يمر بحش كوكب فيقول‏:‏ إنه سيدفن ها هنا رجل صالح‏.‏

أخبرني خلف بن قاسم حدثنا ابن المفسر بمصر حدثنا أحمد بن علي حدثنا يحيى بن معين حدثنا حفص بن غياث حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال‏:‏ أرادوا أن يصلوا على عثمان رضي الله عنه فمنعوا فقال رجل من قريش أبو جهم بن حذيفة دعوه وقد صلى الله عز وجل عليه وصلى رسوله صلى الله عليه وسلم‏.‏

واختلف في سنه حين قتلوه فقال ابن إسحاق‏:‏ قتل وهو ابن ثمانين سنة‏.‏

وقال غيره‏:‏ قتل وهو ابن ثمان وثمانين سنة‏.‏

وقيل ابن تسعين سنةً وقال قتادة‏:‏ قتل عثمان رضي الله عنه وهو ابن ست وثمانين سنة‏.‏

وقال الواقدي‏:‏ لا خلاف عندنا أنه قتل وهو ابن اثنتين وثمانين سنة‏.‏

وهو قول أبي اليقظان‏.‏

ودفن ليلاً بموضعٍ يقال له حش كوكب وكوكب‏:‏ رجل من الأنصار والحش‏:‏ البستان‏.‏

وكان عثمان رضي الله عنه قد اشتراه وزاده في البقيع فكان أول من دفن فيه وحمل على لوح سراً‏.‏

وقد قيل‏:‏ إنه صلى عليه عمرو بن عثمان ابنه وقيل‏:‏ بل صلى عليه حكيم بن حزام‏.‏

وقيل‏:‏ المسور بن مخرمة‏.‏

وقيل‏:‏ كانوا خمسة أو ستة وهم‏:‏ جبير بن مطعم وحكيم بن حزام وأبو جهنم بن حذيفة وتيار بن مكرم وزوجتاه‏:‏ نائلة وأم البنين بنت عيينة ونزل في القبر أبو جهم وجبير وكان حكيم وزوجتاه أم البنين ونائلة يدلونه فلم دفنوه غيبوا قبره رضي الله تعالى عنه‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏ كانت ولايته اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوماً‏.‏

وقال غيره‏:‏ كانت خلافته إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر يوماً‏.‏

وقيل ثمانية عشر يوماً‏.‏

قال حسان بن من سره الموت صرفاً لا مزاج له فليأت مأدبةً في دار عثمان وفيها‏:‏ ضحوا بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحاً وقرآنا وهذا البيت يختلف فيه ينسب إلى غيره وقال بعضهم‏:‏ هو لعمران بن حطان وفيها‏:‏ صبراً فدىً لكم أمي وما ولدت قد ينفع الصبر في المكروه أحيانا لتسمعن وشيكاً في دياركم الله أكبر يا ثارات عثمانا وزاد فيه أهل الشام أبياتاً لم أر لذكرها وجهاً‏.‏

وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه أيضاً شعراً‏:‏ إن تمس دار بني عفان موحشةً باب صريع وباب مخرق خرب فقد يصادف باغي الخير حاجته فيها ويأوي إليها الجود والحسب وله أيضاً‏:‏ قتلتم ولي الله في جوف داره وجئتم بأمرٍ جائرٍ غير مهتدي فلا ظفرت أيمان قومٍ تعاونوا على قتل عثمان الرشيد المسدد وقال كعب بن مالك رضي الله عنه‏:‏ إني رأيت قتيل الدار مضطهداً عثمان يهدى إلى الأجداث في كفن يا قاتل الله قوماً كان أمرهم قتل الإمام الزكي الطيب الردن ما قاتلوه على ذنبٍ ألم به إلا الذي نطقوا زوراً ولم يكن ومما ينسب لكعب بن مالك‏.‏

وقال مصعب‏:‏ هي لحسان وقال عمر بن شبة‏:‏ هي للوليد بن عقبة بن أبي معيط فكف يديه ثم أغلق بابه وأيقن أن الله ليس بغافل وقال لأهل الدار لا تقتلوهم عفا الله عن ذنب امرىءٍ لم يقاتل فكيف رأيت الله ألقى عليهم ال - - عداوة والبغضاء بعد التواصل وكيف رأيت الخير أدبر بعده على الناس إدبار السحاب الحوافل وقال حميد بن ثور الهلالي شعراً‏:‏ إن الخلافة لما أظعنت ظعنت من يثربٍ إذ غير الهدى سلكوا صارت إلى أهلها منهم ووارثها لما رأى الله في عثمان ما انتهكوا وقال القاسم بن أمية بن أبي الصلت‏:‏ وعطشتم عثمان في جوف داره شربتم كشرب الهيم شرب حميم فكيف بنا أم كيف بالنوم بعدما أصيب ابن أروى وابن أم حكيم وقالت ليلى الأخيلية شعراً‏:‏ قتل ابن عفان الإما - - م وضاع أمر المسلمينا وتشتتت سبل الرشا - - د لصادرين وواردينا فانهض معاوي نهضةً تشفى بها الداء الدفينا أنت الذي من بعده ندعو أمير المؤمنينا وقال أيمن بن خزيمة شعراً‏:‏ ضحوا بعثمان في الشهر الحرام ضحىً وأي ذبحٍ حرامٍ ويلهم ذبحوا وأي سنة كفر سن أولهم وباب شرٍّ على سلطانهم فتحوا ماذا أرادوا أضل الله سعيهم بسفك ذاك الدم الزاكي الذي سفحوا والأشعار في ذلك كثيرة جداً يطول بها الكتاب‏.‏

وكان عثمان رضي الله عنه شيخاً جميلاً رقيق البشرة أسمر اللون كبير الكراديس واسع ما بين وقال ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ لو اجتمع الناس على قتل عثمان لرموا بالحجارة كما رمي قوم لوط‏.‏

وقال عبد الله بن سلام‏:‏ لقد فتح الناس على أنفسهم بقتل عثمان باب فتنة لا ينغلق عنهم إلى قيام الساعة‏.‏

وقال بعض بني نهشل أو مجاشع‏:‏ لعمر أبيك فلا تكذبن لقد ذهب الخير إلا قليلا لقد سفه الناس في دينهم وخلى ابن عفان شراً طويلا أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا أحمد بن إسحاق ابن إبراهيم بن النعمان حدثنا محمد بن علي بن مروان حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة حدثنا علي بن زيد بن جدعان قال لي سعيد بن المسيب‏:‏ انظر إلى وجه هذا الرجل فنظرت فإذا هو مسود الوجه فقال‏:‏ سله عن أمره‏.‏

فقلت‏:‏ حسبي أنت حدثني‏.‏

قال‏:‏ إن هذا كان يسب علياً وعثمان رضي الله عنهما فكنت أنهاه فلا ينتهي وقلت‏:‏ اللهم هذا يسب رجلين قد سبق لهما ما تعلم‏.‏

اللهم إن كان يسخطك ما يقول فيهما فأرني به آية فاسود وجهه كما ترى‏.‏

حدثنا عبد الله بن محمد قال‏:‏ حدثنا إسماعيل بن محمد قال‏:‏ حدثنا إسماعيل ابن إسحاق‏.‏

قال‏:‏ حدثنا علي بن المديني قال‏:‏ حدثنا المعتمر بن سليمان قال‏:‏ سمعت حميداً الطويل قال‏:‏ قيل لأنس بن مالك‏:‏ إن حب علي وعثمان رضي الله عنهما لا يجتمعان في قلبٍ واحدٍ‏.‏

فقال أنس رضي الله عنه‏:‏ كذبوا والله لقد اجتمع حبهما في قلوبنا‏.‏

عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص القرشي الجمحي يكنى أبا السائب‏.‏

وأمه سخيلة بنت العنبس بن أهبان بن حذافة بن جمح وهي أم السائب وعبد الله‏.‏

وقال ابن إسحاق‏:‏ أسلم عثمان بن مظعون بعد ثلاثة عشر رجلاً وهاجر الهجرتين وشهد بدراً‏.‏

وقال ابن إسحاق وسالم أبو النضر‏:‏ كان عثمان بن مظعون أول رجل مات بالمدينة من المهاجرين بعدما رجع من بدر وقال غيرهما‏:‏ كان أول من تبعه إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وروي من وجوه من حديث عائشة وغيرها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون بعد ما مات‏.‏

توفي سنة اثنتين من الهجرة وقيل بعد اثنين وعشرين شهراً من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة‏.‏

وقيل‏:‏ إنه مات على رأس ثلاثين شهراً من الهجرة بعد شهوده بدراً فلما غسل وكفن قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عينيه فلما دفن قال‏:‏ ‏"‏ نعم السلف هو لنا عثمان بن مظعونٍ ‏"‏‏.‏

ولما توفي إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ الحق بالسلف الصالح عثمان بن مظعونٍ ‏"‏‏.‏

وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ذلك حين توفيت زينب ابنته رضي الله عنها قال‏:‏ ‏"‏ الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعونٍ ‏"‏‏.‏

وأعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره بحجر وكان يزوره‏.‏

وقال سعد بن أبي وقاص‏:‏ رد رسول الله صلى الله عليه وسلم التبتل على عثمان بن مظعون ولو أذن له لاختصينا‏.‏

وكان عابداً مجتهداً من فضلاء الصحابة وقد كان هو وعلي بن أبي طالب وابو ذر رضي الله عنهم هموا أن يختصوا ويتبتلوا فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك‏.‏

ونزلت فيهم‏:‏ ‏"‏ ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا‏.‏

‏"‏ الآية المائدة 96 وذكر الواقدي عن أبي سبرة عن عاصم بن عبد الله عن عبيد الله بن أبي رافع قال‏:‏ كان أول من دفن ببقيع الغرقد عثمان بن مظعون فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجراً عند رأسه وقال‏:‏ ‏"‏ هذا قبر فرطنا ‏"‏‏.‏

وقد قيل‏:‏ إن عثمان بن مظعون توفي بعد مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهرٍ وهذا إنما يكون بعد مقدمه من غزوة بدرٍ لأنه لم يختلف في أنه شهدها وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية‏.‏

وذكر ابن المبارك عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن عبد الرحمن بن سليط قال‏:‏ كان عثمان بن مظعون أحد من حرم الخمر في الجاهلية وقال‏:‏ لا أشرب شراباً يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى مني ويحملني على أن أنكح كريمتي‏.‏

فلما حرمت الخمر أتى وهو بالعوالي‏.‏

فقيل له‏:‏ يا عثمان‏.‏

قد حرمت الخمر‏.‏

فقال‏:‏ تباً لها قد كان بصري فيها ثاقباً‏.‏

قال أبو عمر في هذا نظر لأن تحريم الخمر عند أكثرهم بعد أحد‏.‏

قال مصعب الزبيري‏:‏ أول من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون أبو السائب‏.‏

روت عائشة بنت قدامة بن مظعون عن أبيها عن أخيه عثمان بن مظعون أنه قال‏:‏ يا رسول الله إنه لتشق علينا العزبة في المغازي أفتأذن لي يا رسول الله في الخصاء فأختصي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ لا ولكن عليك يا بن مظعون بالصيام فإنه مجفرةً ‏"‏‏.‏

وأخبرنا أحمد بن محمد حدثنا أحمد بن الفضل حدثنا محمد بن جرير حدثنا سفيان بن وكيع قال‏:‏ حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه عن زياد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون حين مات فانكب عليه فرفع رأسه فكأنهم رأوا أثر البكاء في عينه ثم حنى عليه الثانية ثم رفع رأسه فرأوه يبكي ثم حنى عليه الثالثة ثم رفع رأسه وله شهيق فعرفوا أنه يبكي فبكى القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ مه إنما هذا من الشيطان ‏"‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏ استغفروا الله اذهب عليك أبا السائب فقد خرجت منها ولم تلبس منها بشيءٍ ‏"‏‏.‏

وذكر محمد بن إسحاق السراج قال‏:‏ حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن يحيى البزار قال‏:‏ حدثنا يزيد بن هارون قال‏:‏ حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن يزيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال‏:‏ لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته‏:‏ هنيئاً لك الجنة عثمان بن مظعون‏.‏

فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر غضب وقال‏:‏ ‏"‏ ما يدريك ‏"‏ قالت‏:‏ يا رسول الله حارسك وصاحبك‏.‏

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إني رسول الله وما أدري ما يفعل بي ‏"‏‏.‏

فأشفق الناس على عثمان فلما ماتت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعونٍ ‏"‏ فبكى النساء فجعل عمر رضي الله عنه يسكتهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ مهلاً يا عمر ثم قال‏:‏ ‏"‏ إياكن ونعيق الشيطان فما كان من العين فمن الله تعالى ومن الرحمة وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان ‏"‏‏.‏

اختلف الروايات في المرأة قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ وما يدريك حين شهدت لعثمان بن مظعون بالجنة ‏"‏ وقالت له‏:‏ طبت هنيئاً لك الجنة أبا السائب على ثلاث نسوة فقيل‏:‏ كانت امرأته أم السائب وقيل أم العلا الأنصارية وكان نزل عليها وقيل‏:‏ كانت أم خارجة بن زيد‏.‏

ورثته امرأته فقالت‏:‏ يا عين جودي بدمعٍ غير ممنون على رزية عثمان بن مظعون على امرىءٍ كان في رضوان خالقه طوبى له من فقيد الشخص مدفون طاب البقيع له سكنى وغرقده وأشرقت أرضه من بعد تفتين وأورث القلب حزناً لا انقطاع له حتى الممات وما ترقى له شوني التيمي القرشي أو معاذ بن عثمان كذا روى حديثه ابن عيينة عن حميد بن قيس عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن رجل من قومه من بني تيم يقال له معاذ بن عثمان أو عثمان بن معاذ أه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ ارموا الجمار بمثل حصى الخذف ‏"‏‏.‏

  باب عدي

عدي بن حاتم بن عبد الله الطائي مهاجري يكنى أبا طريف وينسبونه عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرىء القيس بن عدي بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طي بن أدد بن زيد بن كهلان إلا أنهم يختلفون في بعض الأسماء إلى طي‏.‏

قدم عدي على النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان من سنة سبع‏.‏

قال الواقدي‏:‏ قدم عدي بن حاتم على النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان سنة عشر وخبره في قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم خبر عجيب في حديث حسن صحيح من رواية قتادة عن ابن سيرين ثم قدم على أبي بكر الصديق بصدقات قومه في حين الردة ومنع قومه في طائفة معهم من الردة بثبوته على الإسلام وحسن رأيه وكان سيداً شريفاً في قومه خطيباً حاضر الجواب‏.‏

فاضلاً كريماً‏.‏

روى عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه قال‏:‏ ما دخل وقت صلاةٍ وأخبرنا خلف بن قاسم حدثنا محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري حدثنا أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي حدثنا عبيد بن جناد الحلبي حدثنا عطاء بن مسلم عن الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عدي بن حاتم قال‏:‏ ما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قط إلا وسع لي أو تحرك لي وقد دخلت عليه يوماً في بيته وقد امتلأ من أصحابه فوسع لي حتى جلست إلى جنبه‏.‏

وأتاه الشاعر سالم بن دارة الغطفاني واسم أبيه دارة مسافع فقال له‏:‏ قد مدحتك يا أبا طريف فقال له عدي‏:‏ أمسك عليك يا أخي حتى أخبرك بمالي فتمدحني على حسبه لي ألف ضائنة وألفا درهم وثلاثة أعبد وفرسي هذه حبيس في سبيل الله عز وجل فقل فقال شعراً‏:‏ تحن قلوصي في معدٍّ وإنما تلاقي الربيع في ديار بني ثعل وأبغي الليالي من عدي بن حاتم حساماً كلون الملح سل من الخلل أبوك جواد ما يشق غباره وأنت جواد ليس تعذر بالعلل فإن تتقوا شراً فمثلكم اتقى وإن تفعلوا خيراً فمثلكم فعل وحديث الشعبي أن عدي بن حاتم قال لعمر بن الخطاب إذ قدم عليه‏:‏ ما أظنك تعرفني‏.‏

فقال‏:‏ كيف لا أعرفك وأول صدقة بيضت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة طي ثم نزل عدي بن حاتم رضي الله عنه الكوفة وسكنها وشهد مع علي رضي الله عنه الجمل وفقئت عينه يومئذ ثم شهد أيضاً مع علي رضي الله عنه صفين والنهروان‏.‏

ومات بالكوفة سنة سبع وستين في أيام المختار‏.‏

وقيل‏:‏ مات سنة ثمان وستين‏.‏

وقيل‏:‏ بل مات عدي بن حاتم سنة تسع وستين وهو ابن مائة وعشرين سنة‏.‏

روى عنه جماعة من البصريين والكوفيين منهم‏:‏ همام بن الحارث وعامر الشعبي وتميم بن طرفة وعبد الله بن معقل بن مقرن والسري بن قطري وأبو إسحاق الهمداني وخيثمة بن عبد الرحمن‏.‏

عدي بن ربيعة أدرك النبي صلى الله عليه وسلم من مسلمة الفتح وأظنه عدي بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ابن عم أبي العاص بن الربيع‏.‏

عدي بن الزغباء ويقال ابن أبي الزغباء واسم أبي الزغباء سنان بن سبيع بن ثعلبة بن ربيعة الجهني من جهينة حليف لبني النجار من الأنصار وقال موسى بن عقبة‏:‏ عدي بن الزغباء حليف لبني مالك بن النجار من جهينة شهد بدراً وأحداً والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال‏:‏ وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عيناً مع بسيس بن عمرو الجهني يتجسسان له عير أبي سفيان بن حرب في قصة بدر‏.‏

عدي بن زيد الأنصاري ذكره البزار في المقلين من الصحابة وروى حديثه فقال‏:‏ عن عدي بن زيد‏.‏

وكانت له صحبة وقال‏:‏ حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ناحية من المدينة بريداً في بريد‏.‏

عدي بن عميرة الحضرمي ويقال الكندي كوفي‏.‏

روى عنه قيس بن حازم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ من استعملناه على عملنا فكتمنا مخيطاً فما فوقه فهو غلول يأتي به يوم القيامة ‏"‏‏.‏

روى عنه أخوه العرس بن عميرة‏.‏

عدي بن فروة يقال‏:‏ هو عدي بن عميرة بن فروة بن زرارة بن الأرقم من كنده أبو فروة أصله من الكوفة وبها كان سكناه وانتقل إلى حران‏.‏

قيل‏:‏ هو الأول وهو عند أكثرهم غير الأول كذلك قال أبو حاتم وغيره‏.‏

وهذا هو والد عدي بن عدي الفقيه الكندي صاحب عمر بن عبد العزيز فيما قال البخاري وخالفه غيره فجعله ابن الأول‏.‏

وقال أحمد بن زهير‏:‏ ليس هو من ولد هذا ولا هذا وجعل إياه رجلاً ثالثاً روى عن هذا رجل يقال له العرس وروى رجاء بن حيوة عن عدي بن عدي بن عميرة بن فروة عن أبيه قال الواقدي‏:‏ توفي عدي بن عميرة بن زرارة بالكوفة سنة أربعين أظنه الأول والله أعلم‏.‏

ذكره بعضهم في المؤلفة قلوبهم وهذا لا يعرف‏.‏

عدي بن مرة بن سراقة بن خباب بن عدي بن الجد بن العجلان من بلي بن قضاعة حليف لبني عمرو بن عوف قتل يوم خيبر شهيداً طعن بين ثدييه بالحربة فمات‏.‏

عدي بن نضلة كذا قال ابن إسحاق والواقدي وقال هشام بن محمد‏:‏ عدي بن نضيلة بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن كعب القرشي العدوي هاجر هو وابنه النعمان بن عدي إلى أرض الحبشة ومات بها عدي بن نضلة وهو أول من ورث في الإسلام ورثه بالإسلام ابنه النعمان‏.‏

عدي بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي أخو ورقة بن نوفل أمه آمنة بنت أسلم عدي بن نوفل عام الفتح ثم عمل لعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم على حضرموت‏.‏

عدي بن همام بن مرة الكندي أبو عائذ قال ابن الكلبي‏:‏ وفد على النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

عدي الجذامي رمى امرأته بحجر فقتلها ولم يرد قتلها فتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك فقص عليه أمره فقال له صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ تعقلها ولا ترثها ‏"‏ حديثه هذا عند عبد الرحمن بن حرملة سمع رجلان من جذام عن رجل منهم يقال له عدي‏.‏

  باب العرس

العرس بن عميرة الكندي أخو عدي بن عميرة الكندي حديثه عند أهل الشام روى عنه ابن أخيه عدي بن عدي بن عميرة الكندي وصاحب عمر بن عبد العزيز ورجاء بن حيوة ذكره أبو حاتم في الأفراد ولم يذكر العرس غيره والله أعلم‏.‏

العرس بن قيس بن سعيد بن الأرقم بن النعمان الكندي مذكور في الصحابة لا أعرفه‏.‏

وقيل‏:‏ مات في فتنة ابن الزبير‏.‏

  باب عرفجة

عرفجة بن أسعد بن صفوان التيمي‏.‏

أصيب أنفه يوم الكلاب في الجاهلية فاتخذ أنفاً من ورق فأنتن عليه روى عنه عبد الرحمن بن طرفة‏.‏

واختلف في حديثه هذا على ما ذكرناه فيما مضى من كتابنا هذا‏.‏

عرفجة بن خزيمة الذي قال فيه عمر لعتبة بن غزوان وقد أمده به شاوره فإنه ذو مجاهدة للعدو ومكابدة‏.‏

عرفجة بن شريح الكندي ويقال الأشجعي ويقال عرفجة الأسلمي وقال أحمد بن زهير‏:‏ عرفجة الأسلمي غير عرفجة بن شريح الكندي قال أبو عمر‏:‏ ليس هو عندي كما قال أحمد بن زهير‏.‏

والله أعلم بالصواب‏.‏

وقد اختلف في اسم أبي عرفجة هذا اختلافاً كثيراً فقيل‏:‏ عرفجة بن شريح وقيل‏:‏ صريح وقيل‏:‏ ابن ذريح بالذال‏.‏

وقيل‏:‏ ابن ضريح بالضاد وقيل ابن شراحيل‏.‏

قال علي بن المديني‏:‏ قال شعبة‏:‏ عرفجة فلم ينسبه وقال فيه أبو عوانة‏:‏ عرفجة بن شريح‏.‏

وقال أبو بكر الأثرم‏:‏ قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل في حديث عرفجة فقال بعضهم‏:‏ عرفجة بن صريح وقال بعضهم‏:‏ ابن شريح قال أبو عمر‏:‏ له حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم سمعه يقول‏:‏ ‏"‏ ستكون هنات وهنات فمن رأيتموه يفرق أمر أمة محمدٍ وهم جميع فاقتلوه كائناً من كان من الناس ‏"‏‏.‏

وهو حديث صحيح من حديث أهل البصرة رواه عن عرفجة زياد بن علاقة ورواه عن زياد بن علاقة جماعة واتفق فيه أبو عوانة والنعمان بن راشد على عرفجة بن شريح ولا أعلم لعرفجة هذا غير هذا الحديث‏.‏

وقد روى عنه أبو حازم الأشجعي وأبو يعفور وقدان العبدي‏:‏ وقد روى زياد بن علاقة أيضاً عن قطبة بن مالك عن عرفجة الأشجعي قال‏:‏ صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر ثم جلس فقال‏:‏ وزن أصحابنا الليلة وزن أبو بكر فوزن ثم وزن عمر فوزن ثم وزن عثمان فخف وهو رجل صالح‏.‏

لا أدري عرفجة هذا هو عرفجة ابن شريح أو غيره‏.‏

  باب عرفطة

عرفطة بن الحباب بن حبيب الأزدي حليف لبني أمية أبو أوفى بن عرفطة‏.‏

ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد يوم الطائف من بني أمية‏.‏

عرفطة بن نهيك له صحبة‏.‏

  باب عروة

عروة بن أبي أثاثة ويروى ابن أثاثة بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب كان من مهاجرة الحبشة لا أعلم له رواية وهو أخو عمرو بن العاص لأمه ويقال‏:‏ فيه عمرو بن أبي أثاثة وعروة هذا قديم الإسلام بمكة لم يذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة وذكره موسى بن عقبة وأبو معشر والواقدي‏.‏

عروة بن أسماء بن الصلت حليف لبني عمرو بن عوف ذكره محمد بن الواقدي في أصحاب بئر معونة وقال‏:‏ حدثني مصعب بن الثابت عن أبي الأسود عن عروة قال‏:‏ حرض المشركون يوم بئر معونة بعروة بن الصلت أن يؤمنوه فأبى وكان ذا خلة لعامر بن الطفيل مع أن قومه بني سليم حرضوا على ذلك فأبى وقال‏:‏ لا أقبل لهم في ذلك أماناً ولا أرغب بنفسي عن مصارعهم ثم تقدم فقاتل حتى قتل شهيداً‏.‏

عروة بن عياض بن أبي الجعد البارقي وبارق في الأزد يقال‏:‏ إن البارق جبل نزله بعض الأزديين فنسبوا إليه‏.‏

استعمل عمر بن الخطاب عروة البارقي هذا على قضاء الكوفة وضم إليه سلمان بن ربيعة وذلك قبل أن يستقضي شريحاً‏.‏

يعد عروة البارقي في الكوفيين روى عنه قيس بن أبي حازم والشعبي وأبو إسحاق والعيزار بن حريث وشبيب بن غرقدة البارقي قال علي بن المديني‏:‏ من قال فيه عروة بن الجعد فقد أخطأ وإنما هو عروة بن أبي الجعد‏.‏

قال‏:‏ وكان غندر محمد بن جعفر يهم فيه فيقول عروة بن الجعد‏.‏

أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال‏:‏ حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن عبد السلام حدثنا محمد بن أبي عمر وحدثنا سفيان حدثنا مجالد عن الشعبي عن عروة بن عياض بن أبي الجعد البارقي قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم ‏"‏‏.‏

وأخبرنا سفيان عن شبيب بن غرقدة سمعه عن عروة البارقي قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ الخير معقود بنواصي الخيل ‏"‏‏.‏

وأخبرنا سفيان عن شبيب بن غرقدة قال‏:‏ رأيت في دار عروة بن أبي الجعد سبعين فرساً عروة بن مرة بن سراقة الأنصاري من الأوس قتل يوم خيبر شهيداً‏.‏

عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعيد بن عوف بن ثقيف واسمه قيس بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان الثقفي أبو مسعود وقيل أبو يعفور شهد صلح الحديبية‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏ لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف اتبع أثره عروة بن مسعود بن معتب حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى قومه بالإسلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إن فعلت فإنهم قاتلوك ‏"‏‏.‏

فقال له عروة‏:‏ يا رسول الله أنا أحب إليهم من أبصارهم وكان فيهم محبباً مطاعاً فخرج يدعو قومه إلى الإسلام فاظهر دينه رجاء ألا يخالفوه لمنزلته فيهم فلما أشرف على قومه وقد دعاهم إلى دينه رموه بالنبل من كل وجه فأصابه سهم فقتله رضي الله عنه‏.‏

وقيل لعروة‏:‏ ما ترى في دمك قال‏:‏ كرامة أكرمني الله بها وشهادة ساقها الله إلي فليس في إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرتحل عنكم‏.‏

قال‏:‏ فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ مثله في قومه مثل صاحب يس في قومه ‏"‏‏.‏

وقال فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه شعراً يرثيه وقال قتادة في قول الله عز وجل‏:‏ ‏"‏ لولا نزل هذا القرآن على رجلٍ من القريتين عظيم ‏"‏ الزخرف 31‏.‏

قالها الوليد بن المغيرة قال‏:‏ لو كان ما يقوله محمد حقاً أنزل علي القرآن أو على عروة بن مسعود الثقفي‏.‏

قال‏:‏ والقريتان مكة والطائف‏.‏

وقال مجاهد‏:‏ هو عتبة بن ربيعة من مكة وابن عبد ياليل الثقفي من الطائف والأكثر قول قتادة والله اعلم‏.‏

وكان عروة يشبه بالمسيح عليه السلام في صورته‏.‏

أخبرني أحمد بن قاسم حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال‏:‏ حدثنا يونس بن محمد المؤدب قال‏:‏ حدثنا ليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله عليه وسلم‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ عرض علي الأنبياء عليهم السلام فإذا موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى بن مريم فإذا أقرب من رأيت به شبهاً عروة بن مسعودٍ ورأيت إبراهيم عليه السلام فإذا أقرب من رأيت به شبهاً صاحبكم يعني نفسي صلى الله عليه وسلم ورأيت جبرئيل عليه السلام فإذا أقرب من رأيت به شبيهاً دحية الكلبي ‏"‏‏.‏

بن أوس بن حارثة بن لام الطائي له صحبه يعد في الكوفيين روى عنه الشعبي‏.‏

عروة بن معتب الأنصاري روى عنه الوليد بن عامر اليزني حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ صاحب الدابة أحق بصدرها ‏"‏‏.‏

عروة أبو غاضرة الفقيمي من بني فقيم بن التميمي حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ دين الله يسر ‏"‏ روى عنه ابنه غاضرة‏.‏

  باب عصمة

عصمة بن أبير التيمي من بني تيم بن عبد مناة وهو تيم الرباب وفد على النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام قومه بني تيم بن عبد مناة‏.‏

نسبه ابن الكلبي فقال‏:‏ عصمة بن أبير بن زيد بن عبد الله بن صريم بن وائلة من تيم الرباب وكان ممن شهد قتال سجاح في أيام أبي بكر رضي الله عنه وكان على عبد مناة يومئذ‏.‏

عصمة بن الحصين وربما نسب إلى جده فقيل عصمة بن وبرة بن خالد بن العجلان الأنصاري من بني عوف بن الخزرج شهد هو وأخوه هبيل بن وبرة بدراً فيما ذكر موسى بن عقبة والواقدي وابن عمارة ولم يذكره ابن إسحاق ولا أبو معشر‏.‏

وقال إبراهيم بن المنذر عن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة عن هشام بن عروة عن أبيه قال‏:‏ فيمن شهد بدراً‏:‏ هبيل وعصمة ابنا وبرة من بني عوف بن الخزرج‏.‏

عصمة بن السرح قال‏:‏ شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حنيناً روى عنه ابنه عبد الله ابن عصمة‏.‏

عصمة بن قيس الهوزني ويقال‏:‏ السلمي له صحبة كان يتعوذ بالله من فتنة المشرق فقيل له‏:‏ فكيف فتنة المغرب قال‏:‏ تلك أعظم وأعظم‏.‏

روى عنه الأزهر بن عبد الله الهوزني‏.‏

اختلف في لفظ حديثه هذا فأخبرنا خلف بن قاسم حدثنا أبو الميمون العجلي حدثنا أبو زرعة الدمشقي حدثنا حريز بن عثمان حدثنا الوليد بن أزهر الهوزني عن عصمة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ بالله من فتنة المغرب‏.‏

هكذا قال الوليد بن أزهر‏.‏

وروى غيره عن حريز بن عثمان عن أبي الوليد الأزهر بن راشد عن عصمة بن قيس السلمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏ ما اسمك ‏"‏ فقال‏:‏ عصية بن قيس فقال‏:‏ ‏"‏ بل أنت عصمة بن قيسٍ ‏"‏‏.‏

عصمة بن مالك الخطمي الأنصاري له صحبة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ ظهر المؤمن حمى ‏"‏‏.‏

روى عنه ابن موهب‏.‏

عصمة الأنصاري حليف لبني مالك بن النجار وهو من أشجع ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً‏.‏

  باب عصيمة

عصيمة الأسدي من بني أسد بن خزيمة حليف لبني مازن بن النجار شهد بدراً‏.‏

عصيمة الأشجعي حليف لبني سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار شهد بدراً وأحداً وما بعدهما من المشاهد‏.‏

وتوفي في خلافة معاوية رضي الله عنهما‏.‏

عطية بن بسر المازني ويقال الهلالي شامي‏.‏

هو أخو عبد الله بن بسر‏.‏

روى عنه مكحول حديث عكاف بن وداعة‏.‏

عطية بن عازب بن عفيف النضري قالوا‏:‏ له صحبة وقد روى عن عائشة رضي الله عنها‏.‏

عطية بن عروة السعدي ويقال‏:‏ عطية بن عامر والأول أكثر يكنى أبا محمد من بني سعد ابن بكر‏.‏

روى عنه أهل اليمن وأهل الشام‏.‏

هو جد عروة بن محمد بن عطية‏.‏

أخبرنا قاسم بن محمد حدثنا خالد بن سعيد حدثنا محمد بن فطيس حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا بشر بن بكر البجلي الدمشقي‏:‏ حدثنا عبد الرحمن بن حاتم عن عروة بن محمد بن عطية قال‏:‏ حدثني أبي أن أباه أخبره قال‏:‏ قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناسٍ من بني سعد بن بكر وكنت أصغر القوم فخلفوني في رحالهم ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى حوائجهم ثم قال‏:‏ ‏"‏ هل بقي منكم أحد ‏"‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله غلام منا خلفناه في رحالنا فأمرهم أن يبعثوا بي إليه فأتوني فقالوا لي أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فلما رآنى قال‏:‏ ‏"‏ ما أغناك الله فلا تسأل الناس شيئاً فإن اليد العليا هي المنطية واليد السفلى هي المنطاة وإن مال الله مسؤول ومنطي ‏"‏ فكلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغتنا‏.‏

وأخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا عثمان بن ثابت الصيدلاني ببغداد حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال‏:‏ حدثنا علي بن المديني قال‏:‏ عطية بن عروة السعدي هو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إذا غضب أحدكم فليتوضأ ‏"‏‏.‏

وهو من بني سعد بن بكر جد عروة بن محمد بن عطية‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ عروة بن محمد بن عطية كان أميراً لمروان بن محمد على الخيل وهو الذي قتل أبا حمزة الخارجي وقتل طالب الحق الأعور القائم باليمن‏.‏

بن عطية بن عامر بن بياضة الأنصاري الزرقي ثم البياضي شهد بدراً‏.‏

عطية القرظي لا أقف على اسم أبيه وأكثر ما يجيء هكذا عطية القرظي‏.‏

كان من سبي بني قريظة ووجد يومئذ ممن لم ينبت فخلي سبيله‏.‏

روى عنه مجاهد وعبد الملك بن عمير وكثير بن السائب إلا أنه ليس في حديث كثير بن السائب تصريح باسمه وأرواهم عنه عبد الملك بن عمير وعن عبد الملك ابن عمير اشتهر حديثه وبه عرف‏.‏

  باب عقبة

عقبة مولى جبر بن عتيك الأنصاري قال‏:‏ شهدت أحداً مع مولاي فضربت رجلاً من المشركين فقلت‏:‏ خذها وأنا الغلام الفارسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ هلا قلت‏:‏ خذها وأنا الغلام الأنصاري ‏"‏‏.‏

حديثه عند داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن عقبة عن أبيه‏.‏

عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي يكنى أبا سروعة فيما قال مصعب‏.‏

قال الزبير‏:‏ وهو قول أهل الحديث‏.‏

وأما أهل النسب فإنهم يقولون‏:‏ إن عقبة هذا هو أخو أبي سروعة وإنما أسلما جميعاً يوم الفتح وعقبة هذا حجازي مكي‏.‏

قال الزبير‏:‏ هو الذي قتل خبيب بن عدي له حديث واحد ما أحفظ له غيره في شهادة امرأةٍ على الرضاع‏.‏

رواه عنه عبيد بن أبي مريم وابن أبي مليكة وقيل‏:‏ إن ابن أبي مليكة لم يسمع منه وإن بينهما عبيد بن أبي مريم‏.‏

وقال بعض أهل النسب‏:‏ أبو سروعة وعقبة بن الحارث أخوان‏.‏

وحدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا أبي حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن أبي إسحاق قال‏:‏ حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي عن عقبة بن الحارث أبي سروعة‏.‏

وقيل‏:‏ بل كان أخاه لأمه وهو أثبت عند مصعب وأصح من هذا كله ما رواه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبد الله الأنصاري يقول‏:‏ الذي قتل خبيباً أبو سروعة عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل‏.‏

عقبة بن ربيعة الأنصاري حليف لبني عوف بن الخزرج‏.‏

شهد بدراً فيما ذكر موسى بن عقبة‏.‏

عقبة بن عامر بن عبس الجهني من جهينة بن زيد بن سود بن أسلم بن عمرو بن الحاف بن قضاعة‏.‏

وقد اختلف في هذا النسب على ما ذكرنا في ‏"‏ كتاب القبائل ‏"‏ والحمد لله‏.‏

يكنى أبا حماد‏:‏ وقيل‏:‏ أبا أسيد‏.‏

وقيل أبا عمرو وقيل‏:‏ أبا سعد‏.‏

وقيل‏:‏ أبا الأسود‏.‏

وقيل‏:‏ أبا عمار‏.‏

وقيل‏:‏ أبا عامر ذكر خليفة بن خياط قال‏:‏ قتل أبو عامر عقبة بن عامر الجهني يوم النهروان شهيداً وذلك سنة ثمان وثلاثين وهذا غلط منه وفي كتابه بعد‏:‏ وفي سنة ثمان وخمسين توفي عقبة بن عامر الجهني قال أبو عمر‏:‏ سكن عقبة بن عامر مصر وكان والياً عليها وابنتى بها داراً وتوفي في آخر خلافة معاوية روى عنه من الصحابة جابر وابن عباس وأبو أمامة ومسلمة بن مخلد وأما رواته من التابعين فكثير‏.‏

قال ابن عباس‏:‏ سمعت يحيى بن معين يقول‏:‏ عقبة بن عامر الجهني كنيته أبو حماد‏.‏

وكذلك قال ابن لهيعة‏.‏

عقبة عامر بن نابي بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن سلمة بن كعب الأنصاري الخزرجي السلمي‏.‏

شهد بدراً بعد شهوده العقبة الأولى ثم شهد أحداً فأعلم بعصابةٍ خضراء في مغفره‏.‏

شهد الخندق وسائر المشاهد‏.‏

وقتل يوم اليمامة شهيداً‏.‏

عقبة بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي شهد بدراً هو وأخوه أبو عبادة وسعد بن عثمان‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏ وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني يوم أحد حتى انتهى بعضهم إلى المنقى دون الأعوص وفر عثمان بن عفان وعقبة بن عثمان وسعد بن عثمان أخوان من الأنصار حتى بلغوا الجبل مما يلي الأعوص فأقاموا به ثلاثاً ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم‏:‏ ‏"‏ لقد ذهبتم بها عريضةً ‏"‏‏.‏

عقبة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود الأنصاري‏.‏

من بني الحارث بن الخزرج هو مشهور بكنيته ويعرف بأبي مسعود البدري لأنه رضي الله عنه كان يسكن بدراً‏.‏

قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب إنه لم يشهد بدراً وهو قول ابن إسحاق‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏ كان أبو مسعود أحدث من شهد العقبة سناً ولم يشهد بدراً وشهد أحداً وما بعدها من المشاهد وقالت طائفة‏:‏ قد شهد أبو مسعود بدراً وبذلك قال البخاري فذكره في البدريين‏.‏

ولا يصح شهوده بدراً‏.‏

مات أبو مسعود سنة إحدى أو اثنتين وأربعين‏.‏

قيل‏:‏ مات أيام علي رضي الله عنهما‏.‏

وقيل‏:‏ بل كانت وفاته بالمدينة في خلافة معاوية وكان قد نزل الكوفة وسكنها واستخلفه علي في خروجه إلى صفين عليها فلم يف له رحمة الله عليهما‏.‏

عقبة بن قيظي بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة الأنصاري الحارثي‏.‏

شهد مع أبيه وأخيه عبد الله بن قيظي أحداً وقتل عقبة وعبد الله يوم جسر أبي عبيد شهيدين‏.‏

وقتل معهما أخوهما عباد بن قيظي ولم يشهد عباد أحداً‏.‏

عقبة بن مالك الليثي بصري له صحبة ورواية له حديث واحد رواه عنه بشر بن عاصم أخو نصر بن عاصم‏.‏

بن عبد قيس الفهري ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

لا تصح له صحبة‏.‏

كان ابن خالة عمرو بن العاص‏.‏

ولاه عمرو بن العاص إفريقية وهو على مصر فانتهى إلى لواتة ومزاتة فأطاعوا ثم كفروا فغزاهم من سنته‏.‏

فقتل وسبي وذلك في سنة إحدى وأربعين وافتتح في سنة اثنتين وأربعين غدامس فقتل وسبي وافتتح في سنة ثلاث وأربعين كور السودان وافتتح ودان وهي من حيز برقة من بلاد إفريقية وافتتح عامة بلاد البربر وهو الذي اختط القيروان وذلك في زمن معاوية فالقيروان اليوم حيث اختطها عقبة بن نافع وكان معاوية بن حديج قد اختط القيروان بموضع يدعى اليوم بالقرن فنهض إليه عقبة فلم يعجبه فركب بالناس إلى موضع القيروان اليوم وكان وادياً كثير الأشجار غيضة مأوى للوحوش والحيات واختط القيروان في وقال خليفة بن خياط‏:‏ وفي سنة خمسين وجه معاوية عقبة بن نافع إلى إفريقية فاختط القيروان وأقام بها ثلاث سنين‏.‏

وروى محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال‏:‏ لما افتتح عقبة بن نافع إفريقية وقف على القيروان فقال‏:‏ يا أهل الوادي إنا حالون إن شاء الله تعالى به‏.‏

فاظعنوا ثلاث مرات قال‏:‏ فما رأينا حجراً ولا شجراً إلا تخرج من تحته حية أو دابة حتى هبط بطن الوادي ثم قال‏:‏ انزلوا بسم الله‏.‏

وقتل عقبة بن نافع سنة ثلاث وستين بعد أن غزا السوس القصوى قتله كسيلة بن لمرم الأودي وقتل معه أبا المهاجر دينار وكان كسيلة نصرانياً‏.‏

ثم قتل كسيلة في ذلك العام أو في العام الذي يليه قتله زهير بن قيس البلوي ويقولون‏:‏ إن عقبة بن نافع كان مستجاب الدعوة‏.‏

فالله أعلم‏.‏

عقبة بن نمر الهمداني‏.‏

وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد همدان‏.‏

عقبة بن وهب يقال ابن أبي وهب بن ربيعة بن أسد بن صهيب بن مالك بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة شهد بدراً هو وأخوه شجاع بن وهب وهما حليفان لبني عبد شمس‏.‏

عقبة بن وهب بن كلدة الغطفاني حليف لبني سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج شهد العقبتين وبدراً قال ابن إسحاق‏.‏

وكان أول من أسلم من الأنصار ولحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فلم يزل هنالك حتى خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة مهاجراً فهاجر معه فكان يقال له مهاجري أنصاري شهد بدراً وأحداً وقيل‏:‏ إن عقبة بن وهب هذا هو الذي نزع الحلقتين من وجنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد‏.‏

وقيل بل نزعهما أبو عبيدة‏.‏

وقال الواقدي‏:‏ قال عبد الرحمن بن أبي الزناد‏:‏ نرى أنهما جميعاً عالجاهما فأخرجاهما من وجنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏